التعليم الجامعي ليس هدفه التعيين فقط... وهو حق للجميع
أ.د.فاضل عبدعلي خرميط
في البدء لابد من الإشارة إلى أن المادة الخامسة والثلاثون من الدستور العراقي نصت على :” التعليم حق للعراقيين جميعا تكفله الدولة بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الثقافية والتربوية ويكون التعليم فيها مجانا وتهتم الدولة خاصة برعاية الشباب بدنيا وعقليا...كذلك ان المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على ان " التعليم حق لأي شخص"
وقد يسأل سائل السبب الذي يدعوكم إلى فتح جامعات وكليات في المحافظة الواحدة رغم ان اغلب الاختصاصات أصبحت بدون اي فرصة للتعيين ؟
واقع الحال ان فرص التعيين قد وصلت إلى شبه المعدومة بالشكل التنافسي الصريح وان اغلب الفرص تأتي بطرق الصفقات... ومعظم اصحاب الشهادات ان لم نقل كلهم :حصل على شهادته لغرض العمل وإيجاد فرص لمصدر العيش...وهذا هو هدف مشروع لا يلام عليه سيما وان الاعمال والمهن الأخرى والقطاع الخاص محدود جدا؛لكن هل الحصول على الشهادة له هدف واحد فقط في المجتمعات المتنوعة في العالم ؟ وايضا هل ان الحصول على شهادة لها مؤسسة تهيأ فرصتها بالتعيين يكفي لتحقيق الهدف من الحصول على الشهادة؟ بالطبع الإجابة ان كانت في المجتمعات والدول التي ترسم خطط البناء الاجتماعي والقيمي الرصين فستكون( لا ) ففي طيات العلوم التي تدرس منافع متعددة وهامه لبناء المجتمع بما تقدمه من قواعد معرفيه تبني شخصية المتعلم وتضع لبنة صالحة في النواة المهمة للمجتمع الكبير وهي (الاسرة) التي سيكون للمتعلم فيها أثر فاعل بالاتجاه الايجابي ان تم استغلال ماتعلمه باي علم كان لصالح أسرته:سواء كان في الأبناء مستقبلا او في قرارات الأسرة او في فتح أبواب قيمية مهمة عجزت الأسرة عن الوصول اليها بالشكل التقليدي او من خلال الدخول بأفاق فهم المشاريع التي قد يصبح مهيأ لفهمها او المساهمة بها حتى وان كان في الجانب الفكري فقط او في مجال مقاومة الاختلالات الهيكلية في المجتمع نتيجة الموجات المتنوعة من أساليب الثقافات الهابطة القادمة من مختلف ارجاء العالم مع وجود وسائل تواصل متنوعة دخلت كل الأسر ... وبهذا نجد أن ترصين المجتمع يأتي من الفئات المتعلمة وهي تأتي من المؤسسات التعليمية التي يستوجب عليها ترصين مناهجها لتكون عونا لكل أسرة ...والتي تسير في طوفان وموجات متقاطعة يصعب مقاومتها الا في العلم...لذلك عندمنا يسهل الوصول للتعليم وتمكين مختلف الأسر التي تتحفظ او يصعب عليها إرسال الأبناء إلى الجامعات هي نقطة التصحيح الايجابي لكن بشرط ترصين الجامعات...
مانريد ايضاحه ايضا ان الأسرة المتحفظة من إرسال البنات للجامعات المختلطة هي ايضا لها حقوقها ولها مبرراتها كمثل الأسر التي ترى خلاف ذلك :فعندما تعطي الفرصة للفئة الثانية وتترك الأولى:هذا يعني أنك تساهم في التميبز وليس التصحيح.
فأنت تعطي مختلف الفئات والأسر حقوقها وتحاصص في كل شيء ...الا هذا النوع من الأسر تهمشها ولا تسعى لتحقيق مرادها وتجد مختلف الاعذار والحجج لإيقاف مشاريع علمية من حقها الطبيعي المتطابق مع عاداتها وتقاليدها المحترمة.
فمثلا مدينتنا التي يقارب عدد سكانها ١٢٠ الف نسمة واغلب سكانها في القرى والارياف وأغلبهم ايضا لهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة ولهم محاذيرهم المقبولة في عدم ارسال بناتهم لجامعات مختلطة فما المانع من فتح كليات نسويه لهم وتحقيق رغبتهم وما المانع من ان تكون عونا وسندا لهم في تعليم بناتهم وتذليل الصعاب و المسافات البعيدة التي تنهك أسر كثيرة في المبالغ الخاصة بالتعليم رغم توفر كل الامكانات التي يمكن استغلالها لتحقيق ذلك الهدف النبيل وهو ماكنا نسعى له في فتح كلية تربية بنات في مدينة النعمانية...والحديث يطول ......
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(التوبة - 105)
صدق الله العلي العظيم
تعليقات
إرسال تعليق