التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اهتمامات الباحث : نظم الاتصالات والقيادة والسيطرة :نظام C4I انموذجا


نظم الاتصالات والقيادة والسيطرة :نظام C4I انموذجا

ا.د.فاضل عبدعلي خرميط

يتسابق العام كل العالم نحو انظمة الكترونية متقدمة ومتطورة تثق في اعتمادها بمهامها الكبييرة والمتنوعة و اذ ان الاتصالات العصب الاساس و المحور الرئيس للأداء الحديث، بالقيادة والسيطرة الإلكترونية امست أحد اهم الأنشطة البشرية، التي صاحبت تطور الحضارة الإنسانية عبر، وتفاعلت معها تفاعلاً إيجابياً. ولم ينعزل الأداء المدني والعسكري عن ارتباط المجتمع البشري بضرورة توفير وسائل الاتصال بين الجماعات المختلفة؛ متغلباً على عوائق المسافة والزمن والموقع، وتطويعها لمصلحة الأعمال المختلفة.
وقد أسهمت ثورة الاتصالات في تبادل المعلومات ونشر الأوامر، بين الوحدات المتنوعة ، وبينها وبين قياداتها المختلفة، للتنسيق وتحقيق السبق والمفاجأة. حيث اصبحت الاتصالات اللاسلكية مكوناً عضوياً، ضمن المعدات والنُظُم الحديثة؛ فالطائرة، والسفينة الحربية، والدبابة، وعربة القيادة، تزخر بمعدات اتصال مختلفة، تغطي حيز الطيف الكهرومغناطيسي برمّته، وتحقق مهامّ مختلفة، أهمها الربط بين المستويات: الدنيا والعليا، وتيسير أعمال الادارة، وتوفير والإنذار توصيله، والمراقبة، وإدارة النيران والرماية الدقيقة.

أثرت ثورة الاتصالات الحديثة في نُظُم الاتصالات تأثيراً بالغاً. فقد أسهم تنوعها و تطورها في زيادة الثقة و الاستمرارية ، وبدءاً بالمواصلات السلكية، إلى شبكات اللاسلكي، والموجات المتناهية القصر، ووصلات نقل البيانات، وأقمار الاتصالات الخاصة. كما زادت من قوة وسائل الشفرة والسرية وتأمين الاتصال. وحسنت إمكانيات: مادية وبرمجية، وتقلل من تأثيرها في جودة الاتصالات الصديقة ووضوحها.

كما أسهمت تقنيات ثورة الاتصال في تطوير نُظُم مختلفة. وعملت على رفع كفاءتها ؛ مع توفير أكبر قدر من المرونة، وتقليل زمن رد الفعل إلى أقلّ زمن ممكن وتتنوع انظمة المعلومات وتختلف مهامهما وتعمل في مختلف المؤسسات وتدعم مختلف النشاطات.
وحول مايدور عن قيمة المعلومة وايصالها بشكل ديقق ووقت مناسب أفرزت التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في شبكات الاتصالات، ذات المستوى العالي من الأمان، أساليب لتطوير قنوات البث آلياً بشكل مبرمج، إضافة إلى عدد من الإجراءات الأخرى للحماية؛ إذ تُعَدّ الاتصالات سلاحاً ساكناً لا غنى عنه، لربط هيئات الأركان والقيادات بالمقاتلين، ولتوجيه الأسلحة ومن يستخدمونها، ولتوارد المعلومات عن مختلف أنشطة العدو، وخططه، ونواياه في الجبهة بصورة شبه مستمرة، فبغير ذلك تصبح هيئات القيادة عاجزة عن أداء مهامها على الوجه الأمثل. الأكثر من ذلك، فإن الوحدات المميكنة الحديثة المقاتلة باتت لا تستطيع العمل من دون الاتصال الدائم بين عناصرها حتى مستوى الأفراد.


اما مراكز القيادة والسيطرة فالعنصر الأساسي لها فهو النُظُم الالكترونية المتقدمة التي تعتمدها نظم الاتصالات، وهذه المراكز لديها القدرة على السيطرة التامة على العناصر المرؤوسة، واتخاذ القرار، مع عدم الاعتماد على المركزية المطلقة ويتطلب هذا توافر قدر كبير من البيانات والمعلومات اللازمة لتقدير الموقف اعتمادا على نظم الاتصالات، واتخاذ القرار فيها بالوقت المناسب. وهذا لا يتأتى إلا بالاعتماد الكبير على النظم الالكترونية لحفظ، وتداول، ومعالجة المعلومات.
يجب أن تحقق هذه المراكز القدرة على الفهم الكبير لمهام المعدات الإلكترونية، مع القدرة الذاتية على تقليل التداخل سواء الناتج من المعدات المنتشرة في أرض القيادة، أو بين معدات الاتصال المختلفة، مع إمكانية العمل تحت ظروف استخدام الخصم مختلف المؤثرا، ، مع استمرار السيطرة على الوحدات المرؤوسة، وكذلك مقاومة الاجهزة الآلية مختلف الظروف.
ومن أهم التطورات التي تساعد على سهولة العمل وعرض المواقف، واتخاذ القرارات بل وإرسال المعلومات إلى المرؤوسين والوحدات الفرعية، وسائل العرض الحديثة التي تستخدم أسلوب عرض الموقف محدثاً آلياً عن الوحدات المختلفة؛ إذ ترسل الأوامر مباشرة من خلال شاشة العرض الكبيرة Large Screen Display، مع صورة كاملة لموقف العمليات إلى كافة المستويات المطلوبة...
ان استخدام المعلومات بشكل النهائي يتطلب تنسيق عالي جدا ومن يتميز بالتقنية يتميز بالتقدم السريع واستوقفي الكاتب في هذا المجال الدكتور علي محمد علي اذ يقول تعتمد أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة على الحاسب الآلي في تصنيف وعرض كمية البيانات الهائلة المنتجة بواسطة المستشعرات المختلفة، حتى يمكن اتخاذ القرارات بناءً على المتغيرات السريعة في الموقف القتالي، وأحدث هذه الأنظمة هي التي يطلق عليها أنظمة «القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسب والاستخبارات C4I :Command, Control, Communication, Computer, Intelligence، ولعل أصعب مراحل تصميم هذه الأنظمة هي عملية المواءمة بين المكونات المختلفة لتسهيل عملية تبادل البيانات، مع اختلاف أنظمة عملها، وخاصة الأنظمة الآلية، حيث يلزم الربط بين أنظمة الحاسبات ووصلات نقل المعلومات.

ماذا نحتاج لنظم القيادة والسيطرة؟ 

تتم عملية القيادة والسيطرة من خلال نظام مبرمج، يزود بمعلومات من المستشعرات المختلفة، وينتج صورة شاملة وبسيطة عن الوضع الراهن، ويكون قادراً على تبادل المعلومات بواسطة حلقة اتصال معلوماتية مع الأنظمة المشاركة في العمليات، وعلى النظام أن يقيم التهديد الناتج: جوياً، أو سطحياً، أو تحت السطح، وأن يراجع الإجراءات الفعالة المتوفرة، وأن يوصي القيادة أو مركز المراقبة بالعمل المضاد الأكثر فعالية، وفي حالات معينة قد يحتاج النظام إلى أن يكون ذا مقدرة تلقائية على إطلاق النار على الأهداف المعادية، وأن يكون قادراً على توفير الوسائل المساعدة للتخطيط القيادي، مثل عرض التشكيلات، وتغطية المستشعرات، ومناطق الخطر، ومعلومات الاتصالات. 

ويوفر النظام معاونة وظيفية لبعض المهام، مثل توجيه الطائرات، وتسهيلات التدريب والتسجيل، وعلى نظام القيادة والسيطرة أن يكون بسيطاً في استخدامه، ويسهل التعامل بين الإنسان والآلة، وتكون عروضه واضحة وغير غامضة، وأن يكون جديراً بالاعتماد عليه، وسهل الصيانة، لذلك يجب على نظام القيادة والسيطرة أن يتمكن من استقبال المعلومات الواردة من الوحدات الصديقة، أو أي قوات أخرى، ومعالجة هذه المعلومات لإنتاج صورة شاملة وواضحة عن كل الظروف الجوية والسطحية والتحت سطحية، وهذا يتطلب مدى من الاتصالات الخارجية والقدرة على إرسال واستقبال سلسلة من المعلومات، فمهما كانت تقنية الاتصالات معقدة فهي العنصر الأساسي لأي نظام قيادة وسيطرة، لتبقي سلسلة القيادة مترابطة. 

كيف يمكن ان نصل الى C4I؟ 
لقد كان كافياً في الماضي الحديث عن القيادة والسيطرة عند الإشارة إلى الطرق التي يتلقى بها الضباط المسؤولون المعلومات من مرؤوسيهم عن أوضاع المعركة، ومن ثم يصدرون الأوامر بشأن ما ينبغي فعله بعد ذلك. وفي وقت لاحق، أصبح من الممكن إبقاء القوات على اتصال في مسارح العمليات، في الوقت الذي تتوارد فيه المعلومات الاستخباراتية من أنظمة متخصصة، وليس فقط من الوحدات التي كانت في تماس مباشر مع العدو، وأدى ذلك إلى دراسة جوانب القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات باعتبارها تشكل مجموعة متماسكة من المشكلات. 

ويعتمد المفهوم الجديد لأنظمة القيادة والسيطرة على عدد من الشبكات لربط مراكز القيادة بعضها ببعض بغرض استقبال المعلومات الاستطلاعية من المصادر المختلفة ومعالجتها وتحديد الجهة المستفيدة منها لترسل إليها هذه المعلومات، ويعتمد ذلك على تنفيذ الاتصالات بواسطة شبكات الحاسبات المتطورة، ودوائر شبكات المعلومات المؤمنة، وخطوط الاتصال المشفرة، وتمتاز هذه الشبكات بمستوى عالٍ من مقاومة الإجراءات الإلكترونية المضادة، وخاصة الفيروسات الحديثة المخربة لشبكات الحواسيب، وترتبط الشبكات المذكورة ببعضها لتصبح شبكة واحدة، تتميز بقدرتها على استيعاب كم هائل من المعلومات وتبادلها. 

وقد شاع في البداية استخدام مصطلح «القيادة والسيطرة» C2 Command and Control، ثم مصطلح «القيادة والسيطرة والاتصالات» Command, Control, Communication C3، وأضيف إليه مؤخراً «الاستخبارات» ليصبح C3I Communications, Command, Control and Intelligence، وللحواسيب الآلية فضل جوهري في تحقيق القيادة والسيطرة على مسرح العمليات؛ إذ تستخدم هذه الحواسيب في شبكات نقل البيانات والمعلومات من الوحدات الصغرى إلى قيادة التشكيلات، بحيث يمكن للقيادات التعرف على المواقف بشكل دقيق وسريع لإصدار القرارات الفورية، بما يتناسب مع المواقف فيما ما يطلق عليه «شبكة الاتصالات الآلية للقيادة والسيطرة» ومع زيادة الاعتماد على الحواسيب لتقليل دور العامل البشري في عصر «المعلومات»، أضيفت كلمة «حاسب» ليظهر مفهوم جديد هو C4I Command, Control, Communication, Computer, Intelligence، التي تستقبل المعلومات من مصادرها وتحللها وتوزعها طبقاً للمدخلات الإضافية لكل منطقة أو سلاح، وتساعد في اتخاذ القرار، وتؤمن سيطرة وربطاً مباشراً لمراكز قيادات الأسلحة وغرف عملياتها الرئيسة، مع تبادل سريع ومؤثر لكل معلومة أو موقف قتالي، حتى للوحدات البعيدة عن مناطق العمليات، لتكون على علم بما يدور من معارك في أي منطقة أخرى. 

هل توقف العالم عند انظمة C4I؟



مع تسارع وتيرة الصراعات المسلحة الحديثة بدأ التفكير في تطوير مفهوم القيادة والسيطرة، فظهر تباعاً مفهوم Command, Control. Communication, Computer, Intelligence and Battle Management - C4I/BM بعد إضافة بعداً جديداً وهو إدارة المعركةBattle Management، وهو ما يوحي بأن أنظمة المعلومات غدت أمراً ضرورياً لنطاق واسع جداً من الواجبات والمهام، وبأنها أيضاً تعتمد بصورة متبادلة بعضها على بعض، ويساعد هذا المفهوم على سهولة العمل وعرض المواقف، واتخاذ القرارات بل وإرسال المعلومات إلى المرؤوسين والوحدات الفرعية، واستخدام وسائل العرض الحديثة التي تستخدم أسلوب عرض الموقف القتالي محدثاً آلياً عن الوحدات والأسلحة المختلفة؛ إذ ترسل الأوامر مباشرة من خلال شاشة العرض الكبيرة، مع صورة كاملة لموقف العمليات إلى كافة المستويات المطلوبة. 

وقد تبلور مفهوم C4ISR في الولايات المتحدة، وطبق على نحو فعلي في أفغانستان والعراق، حيث كانت كل فروع القوات المسلحة الأمريكية مرتبطة بعضها ببعض، وهو ما أدى إلى تعزيز دقة العمليات، وزيادة سرعة تنفيذها، وتتمثل الفائدة الرئيسة لتطبيق مفهوم C4ISR بأنه يتيح توزيع البيانات على جميع مستويات القيادة العسكرية، مع تعزيز التوافقية بين الأسلحة المختلفة، ووفقاً لهذا المفهوم، يتكون نظام تجميع المعلومات الاستطلاعية المتكاملة ومعالجتها من مجموعة من الأنظمة المساعدة والفرعية، تسيطر على تشغيل المستشعرات مع نظام للاعتراض المتكامل، وآخر حديث التقنية لتوزيع ودمج المعلومات وتحليلها، مدعوم بدوائر تزيد من القدرات والسرعات، وتقلل من أزمنة رد الفعل وأحجام المعدات التي تقوم بمهام الفرز والفصل والتمييز بين الزائف والحقيقي، ومقاومة الإجراءات الالكترونية المضادة، تخزين بيانات المواقف القتالية والمعلومات الاستطلاعية بذاكرة الحواسيب، وبناءً على نوعية المهام وأولوياتها ليتم توزيع هذه البيانات على أنظمة إدارة النيران وتخصيص الأهداف للعناصر النيرانية الداخلة ضمن سيطرة مركز القيادة. يذكر أن تبادل المعلومات والأوامر يتم بأكثر من طريقة، منها الاتصالات الصوتية، والبريد الالكتروني، والرسائل المؤمنة. 

وتعمل وزارة الدفاع الأمريكية في الوقت الحاضر على تطوير طريقة جديدة لمعالجة واستثمار المعلومات بإرسال البيانات على نحو فوري إلى الجهات المعنية، وبواسطة شبكة الاتصالات على أن يتمكن من يتلقى المعلومات من طلب التوضيحات أو المزيد من المعلومات بواسطة الشبكة دون الرجوع إلى طريقة التسلسل العسكري التقليدية، وتتنافس عدة شركات للفوز بعقود تنفيذ هذا المشروع لدمج البيانات على صعيد توجيه المعلومات من مراكز القيادة إلى مستويات القيادات التكتيكية، مع إمكانية جعل البيانات التي يتم إرسالها تعرض بمستويات متعددة، حسب الحاجة. 

ويتطلب تحقيق هذا المفهوم الجديد تحسين البنى التحتية لشبكات المعلومات والاتصالات المستعملة لدى القوات المسلحة، وخصوصاً في ما يتعلق ببرامج البحث عن البيانات، أو برامج دمج المعلومات، مع توسيع عرض نطاق Bandwidth خطوط الاتصالات، وفي هذا المجال، وضعت الولايات المتحدة خطة لإطلاق شبكة من الأقمار الصناعية تعرف بأقمار «نظام الاتصالات التحولية» Transformational Communications Systems :TCS، بهدف ربط الطائرات بدون طيار بالأقمار الصناعية على نحو مباشر، مع تحويل البيانات بسرعة، وتأمين الاتصالات بين الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، وستستعمل شبكة TCS الأقمار الصناعية من نوع Wideband Gap Filler. 

وفي هذا الإطار، اختبرت البحرية الأمريكية شبكة WARNET التي تتيح إرسال المعلومات إلى قيادة الوحدات المقاتلة بالموجات اللاسلكية، ويتم تلقي هذه المعلومات بواسطة أجهزة حواسيب يدوية، بعد أن يتم تشفير البيانات، ثم فك التشفير بواسطة بطاقة خاصة، ويعاد توزيع البيانات إلى المركبات المدرعة والطائرات بدون طيار بواسطة أنظمة لاسلكية رقمية قوية، ثم يعاد نقل البيانات إلى طائرات مزودة بأجهزة لاسلكية وأنظمة اتصال تكتيكية، ومراكز الشبكة عبارة عن نقاط اتصال، يمكن أن تكون متباعدة المسافة تزيد على 50 ميلاً. 




أدت التطورات التكنولوجية المتسارعة إلى حدوث ثورة كبيرة في أنظمة القيادة والسيطرة، على المستويات الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، والتي تبلورت في مفهوم أنظمة C4I وما يليها من مفاهيم أكثر شمولاً، حيث برزت حتمية الاعتماد على الحواسيب في إدارة المعركة من خلال معالجة الحجم الضخم من المعلومات المتدفقة إلى مراكز القيادة، وفرزها، وتصنيفها، وتحقيق أقصى استفادة منها.
ويبرز التحدي الحقيقي في أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة في ضرورة مواءمة التغير السريع في التكنولوجيا مع التغير الكبير الذي يطرأ على المطالب الخاصة بها، واختيار الأسلوب الأمثل لتحسين الأداء، ونبذ كل ما لا توجد حاجة فعلية له، وخاصة عندما تواجه هذه الأنظمة بأعمال عدائية تشمل الإعاقة والشوشرة والتدمير الكلي، مما يستلزم اهتماماً خاصاً بأمن المعلومات في تلك الأنظمة واستخدام الأساليب التكنولوجية المختلفة للإقلال من آثار تلك الأعمال .

يعتمد نجاح نظم القيادة والسيطرة على اكتساب ثقة القيادة في هذه النظم، ولا يتم ذلك إلا بمرونة أنظمة الحاسبات الآلية وقابليتها لتلبية مئات الواجبات الجانبية الأخرى، بل وإمكانية تفاهمها مع وسائل الاتصال والسيطرة وتخزين المعلومات؛ إذ إن الأجيال الحديثة من نُظُم القيادة والسيطرة تكون قادرة على تنفيذ عدد من الوظائف الجانبية، لا تقل أهمية عن المهام الرئيسية.


ان التطور المذهل في سرعة رد فعل الحاسبات وقدرة استيعابها، انعكس بدوره على قدرة أنظمة القيادة والسيطرة، مثلاً في تطوير أسلوب اتخاذ القرار لضابط العمليات أثناء الهجوم؛ إذ تقوّم الحاسبات الآلية، التي تستخدم أحدث برمجة جاهزة Software، الموقف، ثم توصي باستخدام قوات/ سلاح معين واضعة في الحسبان كل العوامل، والإمكانات المؤثرة، والمتاحة للقائد المناط به اتخاذ القرار.

يعدّ الاستمرار في التطوير، للوصول إلى الآلية الكاملة، وتحقيق ذلك في الوقت الحقيقي Real-Time، الشغل الشاغل لمصممي الأنظمة الحديثة؛ إذ تحقق الأنظمة الآلية من نوع ADDS، التي تستخدم لتوزيع البيانات، والمعلومات، لمتطلبات إرسال واستقبال كمية هائلة من المعلومات والبيانات، في ميدان القتال في الوقت الحقيقي.

هناك العديد من البرامج لتجميع كل أنظمة القيادة والسيطرة الآلية وتكاملها، وتحقيق إمكانية العمل، والموائمة بينها، سواء على المستوى القومي لكل دولة من دول حلف شمال الأطلسي، أو على مستوى كل الدول المتحالفة مع بعضها، خاصة في مجال المعلومات، والمخابرات، والإنذار؛ إذ بموجب هذه البرامج، مثل البرنامج الأمريكي من نوع JINTACCS، تصمم أنماط قياسية معينة Standards، وأسلوب موحد للاستخدام، والتعاون بين هذه الأنظمة، مثل توحيد المفاهيم، والاصطلاحات لكلمة معينة، أو توحيد شكل الرسالة وطولها Message Format واللغة المستخدمة، ووصلات نقل المعلومات التكتيكية Tactical Data Link، والإجراءات التي بموجبها يعدل كل فرع، أو سلاح، من مركز القيادة والسيطرة الخاص به، ليتواءم مع الأنظمة الأخرى. وجدير بالذكر أن نوعية البرمجة الجاهزة Soft Ware، تحدد، إلى حد كبير، مدى كفاءة مراكز القيادة والسيطرة الآلية.
وبهذا فإن المعلومات هي محور العملية والوسائط الناقلة هي أدوات التيسير والتفاعل وفك والمفاهيم ، ويجب أن يكون للمعلوماتيين الدور الفاعل والمهم والأساس بالشق المدني والعسكري.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج التميز الاوربي

  نموذج التميز الاوربي تم بناء وتصميم النموذج الاوروبي للجودة، والتميز (EFQM ) بواسطة المؤسسة الاوروبية لإدارة الجودة ( (European Foundation for Quality Management (ويهتم هذا ‌النموذج بالتميز في الأعمال وتطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات. إذ أن كثير من المؤسسات استخدمت هذا ‌النموذج من اجل   تقييم   ذاتي لأدائها او من اجل التقدم للحصول على الجائزة الاوروبية للجودة والتميز، و لقد وضعت المؤسسة الاوروبية مجموعة من المعايير بنيت على المعايير المستخدمة في جائزة نموذج بالدريج الأمريكية ولكنها شملت إضافة تمثلت في معايير النتائج   وفي عا م 2003 تم تحديث ‌النموذج الخاص بمؤسسات قطاع التعليم العالي وذلك من قبل بعض الجامعات الأوروبية عموما والبريطانية على وجه الخصوص ويتكون نموذج التميز الاوربي من الآتي (ايهاب، 2013 صفحة 27) . 1- المفاهيم الأساسية للتميز:       أن المفاهيم الأساسية للتميز   وفقا لنموذج التميز الاوروبي الخاص بالمؤسسة الاوروبية لإدارة الجودة هي المفاهيم الأساسية الثمانية التي تمكِّن المؤسسة من تحديد مسارها نحو تحقيق أس

الاستاذ الدكتور فاضل عبد علي خرميط القريشي